التقويم الاقتصادي للأسبوع المقبل مليء بالأحداث الأساسية. تشمل الأجندة خطابات من ممثلي الاحتياطي الفيدرالي، مؤشرات PMI، محاضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، محاضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي لشهر يوليو، وتقارير عن سوق الإسكان الأمريكي. ومع ذلك، ستتضاءل كل هذه العوامل الأساسية أمام الحدث الرئيسي لهذا الشهر: الندوة الاقتصادية السنوية التي تُعقد في جاكسون هول، وايومنغ.
ليس من المبالغة القول إن هذا حدث مهم للدولار الأمريكي. تُعرف ندوة جاكسون هول بأنها "مقياس" لمشاعر البنوك المركزية من الدول الرائدة. كما هو معروف، يحضر المنتدى محافظو البنوك المركزية من الدول الكبرى (عادة على مستوى الرؤساء أو نوابهم)، وزراء المالية، كبار الاقتصاديين والمحللين، ورؤساء التكتلات العالمية الكبرى والعمالقة المصرفيين. على مدار ثلاثة أيام، يناقشون القضايا الملحة، ويبلورون إشارات معينة، ويحددون المبادئ التوجيهية الرئيسية للإجراءات المستقبلية.
عادةً ما تناقش النخبة المالية القضايا الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي. في العام الماضي، كان التركيز على مكافحة التضخم. قبل ما يقرب من عقد من الزمان، في عام 2015، كان الموضوع "رقم واحد" هو انهيار بورصة شنغهاي. في العام التالي، 2016، كانت عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي الموضوع الرئيسي، بينما في عام 2017، تركزت المناقشات على اتساع فروق السندات والخطوات التالية من قبل الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي. ركزت ندوة عام 2018 على الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين (أو عواقبها)، وفي عام 2019، كان الصراع التجاري العالمي مرة أخرى على جدول الأعمال. سيطرت أزمة فيروس كورونا على ندوة عام 2020، وفي عام 2021، كانت آثار الجائحة هي الموضوع المركزي. كما ذكرنا سابقًا، كانت القضية الرئيسية في جاكسون هول العام الماضي هي التضخم. من الواضح أن المشاركين هذا الأسبوع سيركزون أيضًا على التضخم، ولكن مع "مدخلات" جديدة. سيكون التركيز على التوترات الجيوسياسية، تباطؤ الاقتصاد الصيني، خطر الركود في الولايات المتحدة، والانهيار الأخير في سوق الأسهم. كما يقولون، "هناك الكثير لمناقشته."
خلال الندوة التي تستمر ثلاثة أيام والتي تبدأ يوم الخميس، 22 أغسطس، سيتحدث قادة وممثلون من العديد من البنوك المركزية، وقد يوضحون إجراءاتهم المستقبلية في سياق توقعات السياسة النقدية. من الأمور ذات الاهتمام الخاص هو خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة. سيكون هذا أول ظهور علني له منذ تقرير الوظائف غير الزراعية المخيب للآمال، وحادثة "الاثنين الأسود"، وبيانات مبيعات التجزئة القوية في الولايات المتحدة.
لا شك أن الفيدرالي سيبدأ في تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر، لكن الإصدارات الاقتصادية الأخيرة تبقي وتيرة التخفيف في حالة من الترقب. احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هو 25%، بينما احتمال خفضه بمقدار 25 نقطة أساس هو 75%.
يمكن أن يعزز باول الشعور السوقي المتشائم إذا سمح بخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم. على العكس من ذلك، يمكن أن يعزز نبرة أكثر تفاؤلاً الدولار في السوق. في كلتا الحالتين، فإن التقلبات في زوج اليورو/الدولار الأمريكي (وكذلك الأزواج الأخرى مع الدولار) هي، كما يقولون، "مضمونة."
ندوة جاكسون هول هي الحدث الأهم في الأسبوع، لكنها ليست الوحيدة. على سبيل المثال، من المقرر أن يتحدث العديد من ممثلي الفيدرالي خلال الأسبوع بالإضافة إلى خطاب باول يوم الجمعة. يوم الاثنين، سيقدم عضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر موقفه؛ ويوم الثلاثاء، سيتحدث رئيس الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك ونائب رئيس الفيدرالي مايكل بار؛ وسيقدم باول خطابه المذكور سابقًا يوم الجمعة.
سيتم إصدار محضر اجتماع الفيدرالي لشهر يوليو يوم الأربعاء. من ناحية، سيساعد هذا المستند في فهم المشاعر السائدة داخل لجنة الفيدرالي. من ناحية أخرى، حدث اجتماع يوليو قبل إصدار بيانات التضخم لشهر يوليو وتقرير الوظائف غير الزراعية. لذلك، فإن أهمية المحضر مشكوك فيها إلى حد ما، خاصة مع اقتراب ندوة جاكسون هول.
يوم الخميس، ستصدر الدول الأوروبية الرئيسية مؤشرات مديري المشتريات الخاصة بها (التقديرات الأولية لشهر أغسطس). من المتوقع أن يظل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الألماني في منطقة الانكماش ولكنه يظهر حركة إيجابية طفيفة، حيث يرتفع من 43.2 إلى 43.4. على العكس من ذلك، من المتوقع أن يظل مؤشر مديري المشتريات للخدمات الألماني فوق علامة 50 نقطة ولكنه قد ينخفض إلى 52.3. من المرجح أن تنخفض مؤشرات مديري المشتريات المركبة الأوروبية ببضع نقاط (في التصنيع والخدمات على حد سواء). من المتوقع أن يرتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الأمريكي إلى 49.8 من القيمة السابقة 49.6. بالنسبة لمتداولي الدولار، يجب أن يعود الرقم إلى منطقة التوسع، مما يعني أنه يتجاوز علامة 50 نقطة على عكس التوقعات. أيضًا، سيتم إصدار أرقام مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة يوم الخميس. كان هذا المؤشر في المنطقة السلبية لأربعة أشهر متتالية، ومن المتوقع أن يكون يوليو هو الشهر الخامس في هذا الاتجاه (مع انخفاض سنوي متوقع بنسبة 4.7%).
ومع ذلك، فإن جميع هذه التقارير سيكون لها تأثير محدود على زوج اليورو/الدولار الأمريكي. سيتوجه كل الاهتمام نحو الندوة وخطاب باول يوم الجمعة. ستحدد ملاحظاته الاتجاه للسعر على المدى المتوسط إلى الطويل. بالنسبة لمشتري اليورو/الدولار الأمريكي، فإن البقاء فوق هدف 1.1020 (الخط العلوي لخطوط بولينجر في الرسم البياني لمدة 4 ساعات) أمر مهم. تشير الإشارات الفنية إلى أولوية للمراكز الطويلة، مع الهدف الأولي والرئيسي حاليًا عند 1.1110 (الخط العلوي لخطوط بولينجر على الإطار الزمني الشهري).
